رواية أقدار بلا رحمه للكاتبة ميار خالد

موقع أيام نيوز


اصلا 
و فيها إيه مش فاهم
فيها إنها من ملجأ يا يامن .. فيها إنها مش من نفس مستوانا تعرف إيه أنت عنها ولا عن عيلتها دي ممكن يكون وراها مصېبه 
و هو من أمتى الملجأ كان عار يا ماما غير كده مش أنت طول عمرك مخلياني اعاملهم كويس و بتقولي أنك ضد العنصرية إيه كلامك ده 
تعاملهم كويس اه عشان شكلي قدام الناس لكن تروح تحب منهم لا وكمان عايز تتجوزها .. مستحيل أسمح أن ده يحصل 

بس أنا بحبها .. لو مش هتكون ليا مش هيبقي في غيرها في حياتي 
أنت لسه صغير على الحاجات دي .. و ده مجرد إعجاب بلاش تدي الموضوع أكبر من حجمه بكره تنساها لما تشوف الأحسن منها 
مستحيل!
أفهم من كده إيه يعني .. هتقف في وشي عشانها 
أنا عمري ما أقف في وشك لأنك امي .. بس أرجوكي فكري فيا و لو للحظة أنا بحبها و مش هقدر أشوف غيرها في حياتي 
نظرت له عاليا بتكبر و عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت
و أنا قولت اللي عندي 
نظر لها يامن بعناد و إصرار أكثر و قال
و أنا كمان قولت اللي عندي .. و لو أنت مش موافقة بيها أنا هسيب البيت ده 
نظرت له عاليا بسخرية و ضحكت باستهزاء و قالت 
والله ولما تسيب البيت ده هتروح فين اصلا .. لو أنت فاكر أنك ممكن تعمل حاجه ڠصب عني تبقي غلطان .. من اليوم اللي أبوك فيه أتوفى أنا اللي بقيت كل حاجه و لو فاكر أنك هتقدر تبني حياتك بعيد عني تبقي غلطان جدا 
نظر لها يامن پحده و صړخ
أنت ليه بتعملي فيا كده!!
أنا قولت إللي عندي .. واتفضل على الاوضه بتاعتك يلا 
و أنا مش موافق بالكلام ده! مينفعش تمنعيني أنا مش صغير 
لا صغير ! و لو البنت دي اقنعتك بالكلام اللي أنت بتقوله ده على اساس إني اقتنع تبقي غلطان .. صحيح هستني إيه من واحده زي دي 
بلاش تتكلمي عنها بالطريقة دي .. هي متستاهلش كده منك 
أنا مش عارفه إزاي عيله زي دي تضحك عليك .. لو فاكر أنها بتحبك بجد تبقي غلطان .. كل اللي هي بتعمله ده عشان فلوسك و مركز! 
يا ماما لا .. براء مش كده أنت غلطانه
نظرت له عاليا پحده و قالت بنبرة ټهديد
يامن .. بلاش ټعصبني أكتر من كده بدل ما أستخدم معاك طريقة أنت مش هتحبها 
أنا ميهمنيش كل ده .. عن أذنك 
قال تلك الجملة ثم خرج من الغرفة بسرعة زفرت عاليا بعصبية ثم هاتفها و اتصلت بالأمن حتي يمنعوه من الخروج و بالفعل بمجرد أن نزل إلى الاسفل به قبل أن يصل لكريم الذي كان ينتظره في السيارة و حبسوه في غرفته ظل كريم مكانه حتي أحس بتأخر صديقه فترجل من السيارة واتجه الي البيت و قبل أن يصعد اتجهت إليه عاليا وقالت بنبرة قاطعه
تروح تقول للبنت دي أنها احسنلها تبعد عن حياة ابني .. و إلا هيكون ليا تصرف تاني معاها مفهوم 
هو
يامن قالك 
ايوه قالي و أعتقد قراري واضح 
طيب هو فين 
في الاوضه بتاعته هو اضايق من كلامي جدا بس مش عارف أن كل ده لمصلحته و مش عايز يخرج منها 
بس أنا لازم اشوفه
هو قالي أنه مش عايز يشوف حد 
بس ..
مفيش بس .. تروح تبلغها بالكلام ده بدل ما أنا اللي أبلغها بنفسي 
حاضر
قال تلك الكلمة ثم خرج من البيت بحزن شديد واتجه إلى الملجأ ولا يعلم ماذا يفعل وبعد أن خرج من المكان رفعت عاليا هاتفها و أتصلت بمديرة الملجأ و بمجرد أن ردت عليها حتى صړخت بوجهها
أنت نايمه على ودنك ولا كان عاجبك اللي بيحصل 
نعم أنا مش فاهمه حاجه
أبني أنا اللي اول مرة يتعصب عليا يكون بسبب البنت دي 
ممكن تفهميني براحه إيه اللي حصل طيب 
براء 
مالها براء دي هاديه و طيبه عمرها ما عملت مشاكل
اه ما هي دي طريقتها في السيطرة علي الناس .. بس الكلام ده مش هيدخل دماغي .. هي مش البنت دي كملت ال ١٨ سنه خلاص يعني المفروض تخرج من الملجأ
لسه كمان شهرين 
البنت دي تخرج بكره من الملجأ انت فاهمه
ازاي بس مينفعش 
لو كلامي متنفذش التبرعات اللي بتجيلك كل شهر انسيها .. بكره البنت دي تكون برا الملجأ و ياريت لو اخبارها تتقطع خالص
صمتت المديرة للحظات ثم قالت بحزن
حرام عليكي دي يتيمه بلاش تيجي عليها هيبقي انت و الدنيا 
زفرت عاليا بضيق وقالت
أنا كلامي واضح .. البنت دي تطرد من الملجأ بكره و إلا انت عارفه أنا ممكن أعمل ايه 
ثم انهت المكالمة في وجهها لتقول المديرة بقلة حيله
حتي اليتيم مش بيرحموه .. عملتي إيه يا براء في حياتك عشان تقابلي كل الحاجات دي .. سامحيني يا بنتي بس مفيش قدامي حل تاني .. يارب أنت كريم و عادل وقفلها ولاد الحلال 
قالت المديرة
 

تم نسخ الرابط