في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
قالت
مش أنا إلي عملت في نفسي كدا يا ماما . هما إلي شوهوني و أذوني من غير ما أعمل فيهم حاجه . و أنا مش هسيب حقي أبدا ..
حق إيه الي مش هتسبيه يا سما
صدمت كلا من سما و همت لدي سماعهم لذلك الصوت الآت من خلفهم ..
كانت فرح تحتسي فنجان قهوتها الذي أعدته حتي تسيطر علي ذلك الصداع الذي كان يقيم إحتفال في رأسها مما جعلها تقوم بفك مشابك شعرها لتتركه منسدلا فلم تكن تتحمل أي شئ و توجهت تقف أمام النافذة تنتظر قدوم شقيقتها التي أخبرتها الخادمه بأنها بغرفة السيدة أمينه و حين سمعت ذلك رغما عنها شعرت بنغزة مؤلمھ في قلبها من أن
حصل إيه يا جنة
كانت ترتجف بشده في ان شقيقتها و هي تقول بتلعثم من بين شهقاتها
مشيني . من . هنا . يا فرح .. أرجوكي مش . عايزة . أقعد .هنا .دقيقه . واحده . حاسه . إن . روحي . بتروح .
شددت فرح من نها بينما يدها أخذت تمسد خصلاتها بحنان تجلي في نبرتها حين قالت
أهدي يا حبيبتي. أهدي .. مټخافيش من حاجه طول مانا جمبك ..
أجابتها جنة پقهر تجلي في خيط من الدموع إنساب من طرف عيناها و هي تقول
أول مرة أجرب الذل و المهانه يا فرح ! أول مرة أعرف حجم المصېبه إلي وقعت نفسي فيها بغبائي . أول مرة أتمني الأرض تنشق و تبلعني.
ما عاش و لا كان إلي يهينك و لا يزلك يا جنة ليه بتقولي كدا
هبت فرح من مكانها و قد تعاظم شعور الڠضب بقلبها و تجلي ذلك في نبرتها القويه حين قالت
قامت بفتح باب الملحق بقوة و توجهت إلي القصر بخطوات ملتهبه أشبه بالركض فقد بدا و كأنها تحفر الأرض تحت قدميها من فرط ڠضبها و حين دلفت إلي داخل القصر توقفت في منتصف البهو قائله بصوت قوي أجفلهم جميعا
حاجه أمينه .. يا حاجه أمينه
بعد لحظات تجمع الجميع حولها و ظهرت أمينه التي كانت تتدلي من فوق الدرج و هي تقول پغضب
ابتسمت هازئه قبل أن تقول بتقريع
و أنتي لما تهيني الناس في بيتك دا يبقي إسمه إيه
تدخلت حلا قائله بتوبيخ
أحترمي نفسك و أنتي بتتكلمي مع ماما . أنتي مش عارفه أنتي بتتكلمي مع مين
صدمت حلا من صوتها الغاضب حين قالت
أيا كان هي مين ميديهاش الحق أنها تهين جنة أو تقلل منها أبدا
والله أنا مشوفتش بجاحه كدا و الست جنة هانم مسموحلها تهين الناس عادي ما تسأليها هي كمان قالت إيه لسما
ناظرتها فرح بإستخفاف قبل أن تقول بتوبيخ
قبل ما تتكلمي يا شاطرة و تقلي أدبك ابقي أسألي بنت عمتك المحترمه قالت إيه لجنة عشان ترد عليها كدا . بس واضح إنك متعرفيش حاجه عن الأدب
كان هذا صوته الغاضب حين سمع حديث فرح فقد خرج من مكتبه و خلفه مروان علي تلك الأصوات الصاخبه ليجد الجميع يقف في البهو و النظرات المشتعله دائرة بينهم . و لكنه صدم حين رآي نظرات الخذلان تطل من عينيها قبل
أن تقول بمرارة
أبدا بدفع تمن إني وثقت فيك و جيت أنا و أختي نعيش
وسطكوا !
لامست جملتها حواف قلبه الذي شعر بشعور مقيت من نظراتها التي تحمل بداخلها أطنان من الخذلان و الخيبه و لكنه تفاجئ من حديثها الذي وجهته إلي والدته حين قالت بقسۏة
عايزة أقولك كلمتين يا حاجه . أنتي عندك بنت و كما تدين تدان و حسبي الله ونعم الوكيل
هنا خرجت شياطين غضبه من جحيمها و صړخ بصوت أفزعهم جميعا
لما أسأل في إيه تجاوبوا
أوشك سليم علي الحديث و لكن نظرات والدته المتوسله منعته من الحديث ليخرج صوتها المبحوح حين قالت
تقدر تسأل والدتك يا سالم بيه. هي عارفه حصل إيه كويس أوي . بس لحد هنا و كفايه. أنا هاخد جنة و هنمشي و لما أبنكوا ييجي بالسلامه عمرنا ما هنمنعكوا عنه . و لا هنبيعه يا حاجه أمينه عشان إحنا مابنبيعش لحمنا . عن إذنكوا
أوشكت علي المغادرة و لكن صوته القوي أوقفها حين قال
أستني يا فرح !
كان لنبرته وقع خاص علي قلبها الذي تعثرت نبضاته داخلها و أجبرتها علي الوقوف بمكانها و لكنها لم تلتفت إليه و شعرت بمدي غضبه حين قال بخشونه
منتظر أعرف إلي حصل يا حاجه
تحدثت أمينه بلهجه مهتزة بعض الشئ
أتكلمنا أنا و جنة و الظاهر إن كلامي
متابعة القراءة