سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
يبدو أنه قام بفعل شيء رائع أسعدها إلى الحد الذي جعلها وهي راحلة تستدير تبصره بابتسامة ممتنة!..
كيف لفتاة في الخامسة عشر من عمرها لم تذهب حتى إلى سن المراهقة تكون زوجة لرجل في الخامس والثلاثون من عمره كيف لأهل أن يوافقون على فعل ذلك كيف يتخيل الرجل أنه سيكون سعيد مع فتاة بعمر ابنته! تفهم ما يحزنه وما يسعده تفهم ما يريده وما يبغاه تفهم ما يريده منها كرجل أي عقل وأي دين هذا!..
والله إلى الآن تحتار في تكوينه مشتت ذهنها بين ذاك الجبل الذي ارغمها على كل شيء وهذا الجبل الذي يقف أمامها ولكن بعد أن طمئن قلبها بأنه سيعترف بما تريد أن تستمع إليه استكانت وتركت لقلبها العنان في التحليق معه في سماء حبه إليها..
ما علمته عن زوجها الراحل ساعدها في أن تنزع تلك الأصفاد الحديدية التي أحاطت بها قلبها ليعبر عن طريق ممر اسمه الحب يدلف بكل أريحية تتقابل معه في محطة الغرام تاركة نفسها إليه.. متعمقة معه بكل جوارحها مستغربة كيف للهوى أن يجعل مشاعرها جياشة في كل لحظة تراه لها وكأنها أول مرة لها..
دلفت من الشرفة لتنظر إليه بعدما ولج إلى الغرفة تقدم منها مبتسما ليقف أمامها محيطا إياها بذراعيه يقربها منه قائلا بشغف
إلى الآن لم تعترف له أنها تحبه بل اعترفت داخلها بعد أن شعرت بما يقدمه إليها من مشاعر صادقة في الأيام المنصرمة وقال لها أيضا أنه ليس الرجل الذي يهتف كل لحظة والأخرى بكلمات الغرام بل هو جاد للغاية ولا يليق به هذا.. لكنه يتغير دون الشعور ما يدفعه لفعل ذلك شيء عفوي للغاية ليخرج منه قليل من الكلمات تعبر عن واحد بالمئة مما يشعر به نحوها..
هروح الحمام وجاية
شعر بالضجر وهو يبتعد عنها ناظرا إليها بمكر ومشاكسة
اتفضلي.. كده كده جاية
ابتسمت بخجل وسارت إلى المرحاض فتقدم من الشرفة ليغلق بابها ثم عاد جالسا في مكانها على الفراش رافعا قدمه اليمنى على اليسرى ينزع حذائه عنه ثم فعل المثل بالأخرى ومال للخلف يدفع بالوسادة بعيد كي ينام على ظهره متسطحا منتظرا إياها..
استمع إليها تغلق باب المرحاض فوقف مستديرا لها ينظر إليها بحدة وغلظة استغربت نظرته نحوها فأرسلت له علامات الاستفهام وهي تتقدم منه ليرفع أمامها ما بين يده يسألها بقسۏة ونبرة خشنة
الحبوب دي بتعمل ايه عندك
تهكم ساخرا يصيبها بعينيه المخيفة
مش حبوب منع الحمل بردو
وقفت مكانها عندما رفعه أمامها لم تفعل شيء خاطئ ولكن نظرته نحوها وذلك الإنذار الذي دوى بأذنها جعل الرجفة تلقي بنفسها عليها لتصبح في سائر جسدها تبادلة النظرات ولكن غير خاصته تماما بل كانت نظرات مدهوشة خائڤة متوترة من القادم عليها منه بعدما علم بأمر ما تخفيه عنه..
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة_جبل_العامري
الفصل_التاسع_عشر
ندا_حسن
دقت طبول الحړب والحب
ابتلعت غصة تشكلت بحلقها وهي تناظر عيناه بقوة لم تستطيع أن تجيب عليه وهو ينظر إليها فقط فاعتقدت إنها عادت معه مرة أخرى إلى بداية الطريق بعدما وصلوا سويا إلى نقطة المنتصف تقدم منها عندما وجدها تقف تنظر إليه بهذه الطريقة دون أن تنبث بكلمة حتى!
أقترب من موضعها ليقف أمامها رافعا الأقراص أمام وجهها هاتفا بقوة وينظر إليها بتمعن شديد
أنتي بتاخدي الحبوب دي
ازدرد ريقها بصعوبة تبلل شفتيها بطرف لسانها تنظر إليه بقوة ثم أردفت بإرتباك وإيماءة
أيوة
ضيق عينيه مردفا بتساؤل وهو يقترب أكثر
ليه
عادت للخلف بتوتر ترتجف بشدة من اقترابه منها بهذه الطريقة ونظرة عيناه المحدقة بها بشدة لم تفهم معناها لتقول بثبات مصطنع
كده يا جبل.. ده قراري
نهرها بحدة غير مصدقا ما وقع على مسامعه من قولها التي أعطاه غير أهمية بحياتها
لأ مش قرارك.. أنا جوزك لو هتخلفي
متابعة القراءة