سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
لا تدري بها شقيقتها ومن المفترض ألا تدري بها أبدا.. سألتها هي بعدما قطعت حديثها بفضول
بيعمل ايه كملي!
حاولت التغاضي عما كانت ستتفوه به وقالت كلمات أخرى حقيقة للغاية تعذبها عندما تدرك أنها لا تفهم شيء ولا تستطيع الاختيار
بيعمل تصرفات غريبة وحاجات أغرب مش فهماه مش عارفه هو الخير ولا الشړ مش عارفه أقدر أكمل على الجزيرة وأشوف نهايتها ولا مش هستحمل
أقولك أنا!
أومأت إليها قائلة
قولي
أردفت بتعقل وكلمات عقلانية لم تعتقد أبدا أن تخرج منها يوما ولكنها كانت تعلم أكثر بكثير مما تعلم به شقيقتها وواجهتها باشياء لا تستطيع حتى التفكير بها
هتكملي معاه عيونك بتقول إنك محتاجه ده.. يمكن أنا
صغيرة وساذجة ومعرفش أتصرف من غيرك في أي حاجه وأنتي كنتي الأمان ليا بس أنتي محتاجة أمان لنفسك من بعد يونس ومش هيكون غير جبل
أكيد لأ.. أنا مقدرش أكون الإنسانة اللي موجودة معاه بجسمها بس كمان في ظل الظروف دي
سألتها ثم أجابت هي أيضا بثقة وتأكيد
ومين قال كده.. أنتي هتبقي معاه بقلبك
وضعت يدها على موضع قلبها وتذكرت زوجها يونس الذي قامت بخيانته مع شقيقه ومحت كل ذكرياته من عقلها في تلك الساعة المشؤومة
قلبي مفيهوش غير يونس وبس حتى وهو مش موجود
يونس الله يرحمه من خمس سنين أظن قلبك حل عليه الجفاف ومستني اللي يرويه
استدارت زينة تنظر إليها باستغراب جلي وذهول لكل ما تفوهت به حتى الآن فهذه ليست شقيقتها
أنتي جايبه الكلام ده منين
ابتسمت إليها بهدوء وتفوهت قائلة بكلمات أكثر تعقل ولكن نبرتها كان ينبع من داخلها كل معنى تقوله ويظهر على تعابيرها مع كل كلمة تغيرها من حب إلى اشتياق إلى لهفة وكأنها واقعة في الحب حقا
وجدت زينة تنظر إليها دون حديث تحاول فهم كيف أدركت كل هذا في أسابيع فقط مضت عليهم هنا فابتسمت أكثر اتساعا وقالت لها
سألتها هذه المرة وأخذت دورها قائلة بجدية ونظراتها مثبتة عليها
وفهمتي الحب منين يا إسراء
للحظة ترددت ووترتها تلك النظرات التي تخرج من أعين شقيقتها تجاهها ترمي عليها أسهم الشك ولكنها هربت من ذلك قائلة
هيكون منين غير المسلسلات التركي اللي بسمعها
ماشي ياست ياللي فاهمه الحب
لم يعجبها نبرة السخرية والتهكم التي خرجت منها فقالت بجدية وثقة
بكرة تقولي إن كلامي صح وحقيقي
حركت كتفيها إليها قائلة
جايز.. وجايز لأ بردو
واحدة منهم وقع قلبها أسيرا للحب في جزيرة العامري اعترفت به أمام نفسها بعد خجل دام كثيرا عندما تشتعل وجنتيها بالحمرة أثناء حديثه معها وعندما يغليها التوتر وهو ينظر إليها وعندما تتعلثم في الحديث أثناء النظر إليه..
بينما الأخرى إلى الآن لا تدري ما الذي تشعر به تجاهه لحظات تشعر بالبغض والكراهية ولحظات أخرى تشعر بالشفقة عليه ولحظات غير كل هذا تشعر بأن هناك شرايين في قلبها تتحرك تجاهه!..
هل تخفي جزيرة العامري أسرار بعد!.
خارج القصر أمام بوابته الحديدية الخارجية وقفت فتاة في ربيع عمرها ټغرق الدموع وجهها ونهش الحزن ملامحها مع نحافة وجهها وجسدها على الرغم من أنها جميلة بيضاء البشرة ذات خصلات حريرية تخرج من أسفل حجابها الغير مهندم تتحرك رافعة تلك العباءة الكبيرة عليها تدق بيدها الاثنين على البوابة من الخارج تصرخ پعنف باسم جبل العامري
صړخت بصوت عال وهي تدق بيدها تطلب النجدة
جبل بيه.. الحقني يا جبل بيه
لم تجد إجابة من أحد في الداخل ف أشتد البكاء عليها وأخذت تدق بقوة أكثر صاړخة
افتحولي البوابة دي أنا عايزة أشوف جبل بيه
مرة أخرى تكرر النداء ولا أحد يلبي إليها
يا جبل بيه اسمعني
فتح جلال البوابة وطل منها صارخا بوجهها بصوت خشن قاسې
في ايه يا بت أنتي
ما أن فتحت البوابة حتى ركضت إلى الداخل بعدما دفعته بيدها وتسللت من جواره سريعا فصاح بسبها وهو يركض خلفها
يا بت الكلب.. اقفي عندك يابت أنتي
وقفت عند البوابة الداخلة وسارت تدق مرة أخرى تكرر ما كانت تفعله بالخارج ولكن جلال أعاق حركتها وهو يقوم بالإمساك بها
جبل بيه.. يا جبل بيه الحقني الله يخليك
نظرت زينة إلى جبل الذي كانت تجلس جواره في غرفة الصالون وبينهما ابنتها
في ايه
لم يكن يدري ما الذي يحدث فأردف بعدم معرفة
مش عارف
وقف على قدميه وسار للخارج.. فوقفت زينة خلفه مشيرة ل إسراء و وعد بالبقاء في الداخل وذهبت هي لترى ما الذي يحدث ومن تلك الصاړخة بإسمه
فتح البوابة وطلع منها ليجد جلال يتمسك بفتاة من معصمها
متابعة القراءة