رواية بقلم/ دنيا دندن

موقع أيام نيوز


وخاطرك يا بنتي أخذت الأيام تمر ولم تعد تحاول أن تصلح علاقتها بوالدها بل أصبحت تتجنبه أكثر من الأول انتدبت غرفة والدتها التي بدأت تظهر عليها أعراض التعب والخمول تنهدت بعد أن رأتها نائمة لكنها فزعت بعد أن صړخت صابرة مټألمة نضرت لها ابنتها پخوف وقالت ماما أنت كويسة نفت برأسها واشتد ألمها بكت بحړقة أخافت ابنتها تحركت زمرد بسرعة وخرجت من غرفة والدتها تنادي باسم والدها من شدة هلعها كان على باب المنزل يسند زوجته التي جاءها ألم المخاض ركضت من أعلى الدرج لأسفله بقدميها الحافية متوجهة نحوه أمسكت بيده وقالت بهلع بابا ماما موجوعة فوق بتصرخ ساعدها هدر بها بعد أن صړخت زوجته من ألم المخاض غوري من وشي أنتي وأمك 

بكت كتيرا ونزلت إلى الأرض تركع وأمسكت قدمه وقبلت يده وقالت باڼهيار أرجوك يا راسخ ماما فوق بټموت ساعدها 
استمع إلى تأوهات مياسين بعد أن ازداد الألم عليها ونفض يد ابنته من على قدمه بعد أن دفعها بقوة وقال بحدة ياريت ټموت وأخلص ثم حمل زوجته وغادر هو وأخته إلى المستشفى دون اهتمام إلى استنجاد ابنته الصغيرة اڼهارت ودموعها تساقطت بقوة أسرعت رغم ألم جسدها إثر دفعت والدها ركضت إلى والدتها ونضرت لها برجاء بعد أن احتضنتها وقدمت لها المياه وقالت برجاء اشربي يا ماما نفت والدتها وقالت بضعف مش قادرة نضرت إلى والدتها المړيضة بحړقة وأمسكت بيدها بقوة وقالت پخوف ماما أوعي تسبيني أنا ماليش غيرك سقطت دموع والدتها وقالت بحړقة تعلم أنها ستترك ابنتها وحيدة والآن حان وقت كلمات الوداع اسمعيني يا حبيبتي عايزاك قوية زي ما أنتي لكن مش عايزة تكرهي حد هو مهما كان  عندك ما تسبيني يا ماما مش هتشاقى ثان ولا أعمل مشاكل لم تتحرك والدتها أو ترد عليها نضرت لها وجدتها ساكنه وعيونها مفتوحة تنضر للصقف أنسابهة دموعها وهي تحتضن جسد والدتها صړخت بأقصى مالديها ماما ضلت ترددها بصوت عال وتبكي في حضڼ والدتها التي فارقة الحياة
 عليها نادتها بصوت خاڤت التفتت لها زمرد وعيونها حمراء بحق وقالت بصوت هادئ ماما نامت وضعت جدتها يدها على ثغرها من شدة صډمتها وعادت زمرد تتوسد صدر والدتها اقتربت منها جدتها وقالت بعد أن انسابت دموعها تعالى يا حببتي سبيها لم تجبها بل نضرة إلى والدتها وقالت بعد أن مدت يدها ترسم ملامحها تغرسها بقلبها حببتي يا ماما أنت مرتاحة هكذا كنت عارفة وعارفة إنك پتخاف تبقى وحيدة أنا مش هسيبك أبدا هبقى جنبك 
استقامت وركضت إلى غرفة والدتها نامت على فراشها تمسكت به تبكي مقهورة من شدة ألمها واڼهيارها حتى فقدت وعيها هي بالأخير طفلة صغيرة السن عقلها لا يستطيع تحمل كل تلك الضغوطات حولها أتى الطبيب وتكفل بإعطائها عدة مهدئات جعلتها تنام لأكثر من تلاتة أيام استيقظت أخيرا تذكرت ما حدث وفقدانها لصابرة والدتها بقوة من ثم استنشقت رائحته سقطت دموع اشتياقها لها بكت من شدة حرقتها وتحاملت على ذاتها وخرجت من الغرفة نزلت الدرج ونضرت إلى أبيها الذي يضحك رفقة زوجته على ابنته التي أنجبتها وأمامه فارس الذي يلعب معه شعرت بالغيرة والحقد وهتفت بكره بعد أن اقتربت منه ووقفت أمامه قټلت أمي عشان بنتك دي حدق بها والدها واستقام متوجها نحوها وقال بهدوء الحمد لله على سلامتك 
ابتسمت باستهزاء وقالت كأنها تهمك يا راسخ صډمه ردها وقال بضيق محاول تفهم وضعها اهدي يا زمرد بطلي تقلي أدبك 
نضرة له باستفزاز وقالت بتمرد تحدق به بقوة راسخ أنا مش صابرة اللي تصبر على ذلك وقهرك ليها ولو على الضړب إتعودت عليه منك وأنا ما يشرفنيش أبقى بنت واحد غدار زيك 
كاد أن ينقض عليها إلا أنها صړخت به بقوة شيل أيدك عني صدم من ردها الذي تجمع على إثره كل من في المنزل أمسكت به زوجته وقالت بهمس سبها أكيد الصدمة مأثرة عليها قال بصوت عال غاضب البنت دي مش شافية تربية وأنا هربيها 
حدقت به بكره وقالت بحړقة من ألم فراق والدتها أنا مش هبقى ثانية في بيتك من زمان وأنت ناكر إن ليك بنت بس أنا اليوم بنكر وجودك صابرة ماټت وبنتها كمان كذا ارتاح مع الحيزبونيه بتاعك وعيالها وزي ما أنا يا راسخ إترجيتك وبوست أيدك عشان تنقد أمي وسبتها ټموت قدام عيني ربنا كبير وهشوفك في يوم واقف قدامي وبنفس مكاني بتطلب مني أنقد غاليك هيكون ردي واحد ياريت ېموت ونخلص افتكر دا كويس نضر لها غير مصدق ما يخرج من فم قاصر ثم تركته وتحركت نحو الباب مغادرة صړخت بها والدته تعالى هنا الټفت لها وقالت پحقد زيك زي ابنك ربنا ياخدكم 
نضر لها والدها بتحد وقال لو طلعتي عمرك ترجعي
سقطت دمعة من عينيها وقالت بعد أن ابتسمت پألم لو كنت بمۏت عمري ما أرجع بيتك أو حد يعرف أن ليا أي صلة بيك قالت كلماتها وغادرت بسرعة تركض للخارج فتاة في الثانية عشرة من العمر تركض ليلا وحدها دون أي مأوى أو ملجأ ضن والدها أنها فقط هاوية لا تقدر على فعل شيء لكن لم يعلم أنها بالفعل على قدر كلماتها
بعد ساعة دخل يامن رفق ابنه بعد أن وصلة خبر مۏت صابرة متأخر حدق بأخيه وقال بحدة أين زمرد ! نضر له ببرود عكس تلك التيارات القلقة بداخله وقال راحت 
صړخ به قائلا راحت فين 
هدر به بقوة ماټت البنت مش بنتي وماټت دا أخرى معاكم والآن تطلعوا برة 
دهش يأمن من كلام أخيه وخرج رفقة ابنه يبحثان عنها إلا أنهم لم يجداها استمر بحتهم مدة طويلة تحول إلى أشهر وأخدته أعوام ولا أحد يعلم أين زمرد ابنة صابرة
مرارة العشق
الحلقة الثالتة
ضحكت بدلال قبل أن تنظر له وتغمز بمرح عمر حبيبتك أنت يلي لازم يفوق اليوم عيد ميلاد خلود 
بعد انتهاء الفطور أصبح الجميع يعمل على قدم وساق لترتيبات الحفل وزينة المنزل كانت الصغيرة خلود تلعب بينما جدتها في جلسة الحديقة مع والدها يتحاورون نضرة إلى خلود ثم حولت نظراتها إلى ابنها وقالت بعد أن
همست بأذنه اليوم ذكرى ۏفاة صابرة 
حدق بها وقال بعد أن أغمض عيونه پألم عارف يا ماما هروح أزورها 
ابتسمت بود
وقالت دور على بنتك 
حدق بها بندم وقال قلبت عليها البلد كلها مش عارف هي فين 
نضرة بأسى على حاله وقالت خلود لازمها أختها عشان تعيش يا ټموت وتسبنا 
أغمض عيونه متذكرا آخر كلمات تلك الصغيرة هيجي يوم وزي ما إترجيتك تترجاني بالفعل الآن حياة ابنته الصغيرة متوقفة عليها حيت كان للقدر كلمته وفعلا الآن هو يقف على وجودها لكن أين هي فتح عيونه بإرهاق من إحساس الذنب والندم نعم قسى عليها وعلى والدتها التي أراحها الله من الوجود لكنه فرط في أغلى ما امتلكته صابرة وهي زمرد 
نضر إلى والدته وتنهد بنقل كان عندها حق محتاجها الآن عشان خلود تعيش أمات برأسها بحيرة وقالت بشرود يا ترى هي فين الآن ثم استرسلت بجدية بعد أن نضرة له يوسف كان بدور عليها 
رد عليها بثبات فعلا يوسف بدور عليها لكن مش لاقى معلومة عشان يوصل لها لا اسم ولا نسب لا عارفين أنها حية أو مېتة 
ربتت على كتفه مواسية له وقالت بتقة عالية لو على زمرد أنا متأكدة أنها حية 
نضر لها حائرا واسترسل طلعت بنت اثناشر سنة قد خلود ازاي هتقدر تعيش أو هتروح فين ! 
نضرت إلى الأمام شاردة وقالت إن شاء الله يكون خيرا 
انتفض على صړخة خلود المرحة بعد أن ركضت نحو صابرة واحتضنتها بقوة وقالت وحشتني آوي ابتسمت لها بحنان وقالت بعد أن ربتت على شعرها وأنت وحشاني يا خلود عاملة إيه يا قلبي ابتسمت وقالت الحمد لله بجهز لحفلة عيد ميلادي ابتسمت وقالت بعد أن حملتها القمر كبرت وبقت إثناشر سنة
ضحكت بدلال وقالت أيوة وبقيت ست بيت محترمة يا صابرة العقبى ما تجوزوني وتفرحون بأولادي ابتسمت عليها من ثم ربت على كتفها تقدمت نحو عمها راسخ واحتضنته بمحبة بالغة وأعادة السلام على جدتها ابتسم لها راسخ وقال بترحاب عاملة إيه يا صابرة ابتسمت له تلك الصهباء ذات العيون العسلية وقالت كويسة يا عمي وأنت عامل إيه ! 
ابتسم لها بمودة وقال الحمد لله ثم استرسل حديثه أبوك وأخوك مش هيجوا ثاني ! 
نضرة له بخجل وقالت بابا هيجي المرة دي بس يوسف لا 
تنهد راسخ الذي بات يعلم كره يوسف له وعلاقته المتوترة بأخيه يأمن وقال لسه حزين مني ! أمات له باستسلام أنت عارف اللي فيها يا عمي ليه يوسف مش هيجي وبابا هيجي يزور قبر خالتي صابرة ربنا يرحمها وهيمر من هنا عشان ياخدني 
تنهد على ما وصل إليه حاله أخيه الوحيد فقده وفقد حتى إحساس الأخوة الذي كان يغدقه به توجه نحوهم فارس ابتسم فور رأيته صابرة سلم عليها ثم قال بتفكير أخوكي مش ناوي يشرفنا 
نفت برأسها فقالت الصغيرة بعد أن جلست على أقدام صابرة أنا ممكن أكلم سوفا هو بحبني وممكن يجي عشاني 
نضرة لها أخته بأسى ثم جذبتها من يدها في محاولة تغير الحديث وقالت تعالى ننفخ البوالين أومأت لها الصغيرة برحابة صدر لتغادر برفقتها بينما جلس فارس بجانب والده وقال بعد أن تنهد هكلم يوسف وأحاول أقنعه يرجع 
نضر له والده وقال ساخرا من نفسه طالما زمرده أنا السبب في ضياعها عمره ما يرجع 
تنهد بعمق قبل أن ياخد هاتفه من جيب بنطاله وقال لوالده بأمل إن شاء الله لمرة دي يقتنع أومأ له بإستسلام واستقام فارس للاتصال على يوسف
في غرفة مكتبه يوسف المنهمك بالملفات الملتفة حوله لم يجد وقت للراحة زفر پألم من شدة تعبه ثم ترك الأوراق التي بيده واستقام يتوجه بخطى تقيله نحو الحائط الزجاجي الشفاف تنهد
طويلا قبل أن يضع يديه بجيوب سترت بدلته السوداء تأفف بعد أن رن هاتفه معلنا عن اتصال من فارس حدق بالهاتف ثوان معدودة قبل أن يحمله ويضغط زر الاستقبال وأجابه باستسلام بلاش تقول أجي عشان هقفل في وشك 
ابتسم فارس على كلامه وقال كنت هقولك تعالى ندور على زمرده 
أجابه باهتمام فكرك مش بدور عليها دي كأن الأرض انشقت وبلعتها 
_ عارف أنك بتدور عليها بس لازم تنزل
أنت مين عارف يمكن تظهر 
استمع إلى كلماته بعقلانية
 

تم نسخ الرابط