رواية رائعة بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
نظرته إليها استكشافيه لم تخلو من الفضول
ولكن نظراتها هى قد تبدو مختلفة ومتباينة أكثر وذات معنى لم يفهمه عمرو للتو...
وأخيرا تكلمت وهى تتصفح ملفه الخاص الذى بين يديها
قائلة
ملفك عاجبنى أوى يا بشمهندس .. تقديراتك حلوه أوى ..مش ناقصه غير الخبره بس ..ودى سهله اوى ..
هنا هتتعلم كل حاجه وخبرتك هتبقى أكبر مما تتوقع
أن شاء الله يا فندم ..أنا اصلا بتعلم بسرعه والشغل معاكوا هنا مكسب لاى حد لسه متخرج زيى
أبتسمت فى رضا وضغطت أزرار هاتفها قائله وهى عيناها لا تفارق عمرو
أبعتيلى البشمهندس صلاح بسرعه
أغلقت الهاتف وهى مازالت تتفحصه بابتسامتها العذبه .. شعر عمرو بالحرج فقال
طيب أنا ممكن استنى بره مش عاوز أعطل حضرتك اكتر من كده
البشمهندس صلاح هيجى دلوقتى علشان يعرفك طبيعة عملك و يوريك مكتبك ويعرفك على زمايلك فيه...طرق الباب ودخل المهندس صلاح ...رجل فى أواخر العقد الخامس من عمره يظهر عليه الوقار والنشاط فى نفس الوقت ..دخل وهو يرمق عمرو بنظرات خاليه من أى تعبير وقال موجها حديث لألهام
قالت بترفع وهى تشير الى عمرو
البشمهندس عمرو مهندس مدنى هيبدأ معانا من النهارده وهيبقى تحت مسؤليتك يا بشمهندس
أومأ براسه لها ثم نظر الى عمر بأبتسامه ودوده قائلا
أهلا بيك يا بشمهندس أتفضل معايا
نهض عمرو شاكرا إياها وتوجه فى سرعه للخارج وكأنه يهرب من وحش نظراتها الملنهمه
إن شاء الله الشغل معانا هيفيدك كويس اوى فى بدايتك يا بشمهندس ..
رفع الزملاء نظرهم إلى القادم الجديد فأشار المهندس صلاح إليه قائلا
البشمهندس عمرو هيبقى معاكوا فى المكتب من النهارده
ثم قام بتعريفهم لديه وهو يشير إليهم قائلا
البشمهندس أحمدالبشمهندس نادر
صافح عمرو زملاءه فى ترحاب شديد شعر به مع أحمد ولكنه شعر بعكسه تجاه نادر الذى صافحه ببرود وهو يبتسم له بتهكم ..
هتفت أم يحيى بصوت اشبه للبكاء قائلة بلوعة
أنا خاېفه على البت يا ست أم فارس ..أنا حاسه كده أن مخها متأخر عن سنها ..مش زى زمايلها فى المدرسه ابدا
ما تصلى على النبى كده يا أم يحيى إيه الكلام اللى بتقوليه ده..مهره ذكيه وكنت بشوفها وفارس بيذاكرلها بتجاوب لهلوبه
تكلمت أم يحيى بحنق شديد وقالت بإنفعال
أومال ليه كل ما اقعد أقولها سمعى ولا حلى وأخوها يسألها سؤال مبترضاش تجاوب ..وغير كده البت زى ما تكون عبيطه كده وشعنونه مش عارفلها حاجه
وضعت أم فارس يدها على صدرها وقطبت جبينها قائله عبيطه!!! بقى مهره عبيطه..لاء ده انتى شكلك متعرفيش بنتك كويس بقى....
قاطعها ان سمعت صوت قرع جرس باب الشقه فنهضت وفتحت الباب وقالت بترحاب شديد
أهلا يا عزة يابنتى تعالى
وقفت أم يحيى لمصافحة عزة ثم قالت بحرج
طب استأذن أنا بقى يا ست أم فارس
جلست أم فارس بجوار عزة وقالت بحنو
ها يا حبيبتى تشربى معايا قهوة ولا اجيبلك حاجه تانيه
تمسكت عزة بذراعها قبل أن تنهض وقالت بسرعه
لا يا طنط أنا مش غريبه وبعدين انا ماشيه على طول ..ثم تنحنحت بحرج قائله
أنا بس كنت عاوزه أخد رايك فى حاجه كده
خير يا عزة شكلك كده فى حاجه مهمه
شعرت عزة بإضطراب شديد أبتلعت ريقها بصعوبه وقالت
بصراحه يا طنط أنا جايه أخد رايك فى عمرو..أصلك يعنى أتعاملتى معاه عن قرب اكتر مننا بحكم انه صاحب فارس من زمان يعنى
ابتسمت أم فارس وهى تنظر لعزة المطرقة براسها لاسفل..فهى تعلم أنها ما ارادت رأيها وأنما أرادت رأى فارس ..
مازالت متعلقة بالأمل مازالت ترغبه ... تود أن يقول لها لا تتزوجيه أرفضيه فسأصبح لكى فى يوم من الايام ..
أفاقت أم فارس من شرودها على صوت المفتاح يدور فى باب الشقه
ورأت فارس يدخل ويغلق الباب خلفه مبتسما لهما وهو يقول
السلام عليكم ..أزيك يا عزة
أبتسمت عزة وهى تنهض واقفة فى حرج وقالت
وعليكم السلام أزيك أنت يا فارس أخبارك أيه
تعجبت عزة أنه لا ينظر إليها وهو يحادثها ولكن قلبها خفق بشدة واصفر وجهها حينما سمعته يقول
ولا بلاش يا ستى أناديكى بأسمك كده لعمرو يزعل ولا حاجه ..أنا بعد كده هقولك يا مدام عمرو بقى وأخلص ..
أخذت حقيبة يدها بضيق وهى تعلقها على كتفها وتقول بتبرم
أنا لسه مبقتش مراته علشان تقولى مدام عمرو ..ثم أنحنت وقبلت أم فارس بسرعه وقالت لها وهى على عجلة من أمرها
معلش يا طنط اصلى افتكرت حاجه مهمه عن اذنك
وخرجت سريعا وكأنها تهرول من بيته ..لا بل تهرول من صدى صوته التى مازال يتردد على مسامعها بكلماته التى أغضبتها وجعلتها تحسم أمرها سريعا ..فلم تعد فى حاجه الى أن تستمع لرأيه فى شأن خطبتها من عمرو ..لقد أجابها دون سؤال
نظر فارس إلي والدته وهو يقترب منها متسائلا وقال
فى أيه يا ماما
مالها عزة !!
قالت والدته وهى تربت على كتفه
مفيش حاجه يابنى أدخل أنت غير هدومك على ما أحضرلك الغدا
دخل فارس غرفته ليبدل ملابسه ويلتقط انفاسه قليلا من عناء العمل بينما دخلت والدته المطبخ لتعد الطعام وهى واجمة وتحدث نفسها قائلة فى شرود
وبعدهالك يا عزة هتفضلى متعلقه بحبال الهوا الدايبه لحد أمتى يابنتى ..والله لو كان عليا ماكنتش أسيبك ابدا لكن النصيب بقى
فى اليوم التالى وفى المساء صدح رنين الهاتف فى منزل عمرو ..قامت والدته للرد على الهاتف ..تحدثت فى سعاده كبيرة وبعد أن أنهت المكالمه أتجهت الى حيث يجلس عمرو ووالده وأخيه محمود وقالت بابتهاج تبشرهم
مبروك يا عمرو يا حبيبى عزة أستخارت ربنا وواقفت وعاوزنا نروح علشان نتفق على معاد الخطوبه والذى منه
أتسعت عيني عمرو فرحا وهو ينظر لوالدته قائلا
بجد يا ماما عزة وافقت عليا
قالت والدته بزهو
هما كانوا هيلاقوا أحسن منك فين يا بشمهندس
ربت والده على كتفه قائلا
مبروك يابنى
ألتفت عمرو إليه وعانقه بشده وهو يقول
يا حبيبى يا بابا
تأوه والده من عناقه الؤلم ودفعه عنه قائلا
فى ايه يا بنى هو حد قالك انى مش أبوك ولا ايه
ضحك أخيه محمود وهو يقول بعبث
ومالك فرحان كده ليه ده أنت هتخش القفص برجليلك يا حلو
أمسكه عمرو من خديه مداعبا هو يقول
خاليك فى الثانويه الجملى بتاعتك دى
ثم قبض كفيه وهو يشبكهما فى بعضهما البعض وينظر اليهم جميعا بسعاده ويقول
الحمد لله ربنا حققلى أغلى حاجه كنت بتمناها
ثم جلس بجوار والده وهو يقول بحرج
بابا حضرتك عارف طبعا انى أستلمت شغلى الجديد وان شاء الله مرتبى هيبقى كويس أوى البشمهندس صلاح طمنى من الناحيه دى
قاطعه والده وهو يتفحصه قائلا
عاوز تقول ايه هات من الاخر
قال عمرو بسرعه
والله يا بابا هردهوملك أول ما اقبض
ألتقت نظرات والده بوالدته الحائرة فقال فى ثقه
متقلقيش يا أم عمرو أنا عامل حسابى ...
ثم نظر الى عمرو
متابعة القراءة