رواية رائعة بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
ومش بقدر أنسى منه ولا حرف
ابتسم وقال مداعبا
طب ما تجيبى أطه كده على الماشى
ضحكت وهى تبتعد عنه وقالت
لا يا سيدى أحسن بعدين تتهور ولا حاجه
ارتدت خمارها ثانية واتجهت بأتجاه باب الشقة فلحق بها ووضع يده على الباب قائلا
طب يعنى هشوفك ازاى تانى
زاغت نظراتها يمينا ويسارا وهى تفكر ثم قالت
قولى معاد رجوعك بالليل امتى بالظبط وانا هبصلك من الشباك واهى تصبيرة كده لحد ما ربنا يفرجها
ربنا يجمعنى بيكى يا حبيبتى فى اقرب وقت ممكن
لمعت الدموع فى عينيها وهى تودعه وتذهب وتغلق باب شقته خلفها برفق ..ظلت عينيه متعلقة بباب الشقة وهو يشعر بوهن شديد فى جسده وكانه قد تسلق جبلا دفعة واحده دون توقف .. هوى إلى اقرب مقعد بجوار الباب واغمض عينيه وهو يدعو الله أن يقرب بينهما ويجمعه بها فى القريب العاجل ....
مقولتليش ليه يا فارس على اللى حصل ده كله هو
أنا مش صاحبك ولا ايه
تنهد فارس بعمق وقال بحزن
مرضتش اضايقك يا بلال وبعدين انا عارف أنك مش فاضى
شد بلال على يد فارس وهو يقول بلوم
كده برضه ده انا افضيلك نفسى مخصوص يا اخى ده أحنا اخوه فى الله مش مصاحبين بعض لدنيا ولا لمصلحه
ربنا يكرمك يابنى بس ابوها مش عاوز يسمع لحد خالص ومش مدى فرصه لحد انه يتكلم ولا يشرح حاجه
أردف فارس قائلا
وبعدين انا قلت اسيبه لما يهدى من ناحيتى يمكن يرضى يسمعنى واقدر اشرحله
وضع بلال يده على كتف فارس وقال بثقة
سيب الموضوع ده عليا أنا ربنا يقدرنى وأقدر أحله
نظر له فارس بلهفة فقال
نظر فارس إلى والدته وقال بحرج
معلش يا ماما ممكن تعمللنا دور شاى تانى
شعرت والدته أنه يريد ان يتحدث مع بلال على انفراد فنهضت على الفور وهى تقول مبتسمة
حاضر من عنيا
توجهت والدته إلى المطبخ وتركتهما وحدهما فألتفت فارس إلى بلال واقترب منه وقال هامسا
اشار له بلال بأن يتحدث فقال
هو انا لو دخلت بيها من غير إذن ابوها ينفع
أطرق بلال مبتسما ثم رفع رأسه ونظر إلى فارس قائلا
لاء طبعا مينفعش
عقد فارس حاجبيه وقال حانقا
ليه يا بلال دى مراتى أومال عقد الجواز اللى بينا ده ايه
على اساس انك مدرستهاش فى الكليه مثلا
زفر فارس بضيق قائلا
نسيتها يا عم .. هو انا فى ايه ولا فى ايه
ابتسم بلال وهو ينظر إليه وشد على يده قائلا
أنت عقدت عليها والاشهار كان للعقد بس يعنى هى لسه فى بيت ابوها حقوقها وواجباتها دلوقتى غير المدخول بيها وأنت كده هتلغبط الدنيا فى بعض ده غير أن ده مش هيحل حاجه غير أنك هتزود عناد ابوها
هتف فارس صائحا
أنت هتعملى زيها وتقولى ده مش هيحل حاجه وكده ابويا هيعند أكتر .. وبعدين ده لو حصل مش هوديها عند ابوها تانى وهتقعد معايا هنا ويبقى ده اعلان الدخول اللى بتقول عليه
عقد بلال حاجبيه وقال باستنكار
هى كمان قالتلك كده .. معناه ايه الكلام ده هو أنت حاولت يا فارس
اشاح بوجهه قائلا
اعمل ايه هتجنن عقلى طار مني مش لاقى حل
لانت ملامح بلال وهو يربت على كتفه قائلا
ياسيدى قلتلك سيبها على الله وبعدين مش قادر تصبر شويه يعنى خلاص ..
ما أنت كده ولا كده مكنتش هتدخل دلوقتى وكنت هتستنى سنه
مسح فارس على شعره وهو يقول بحنق
معرفش بقى يا بلال انا كنت بدور على اى حل وخلاص.. الموضوع بالنسبالى مش زى ما انت فاكر
انا كنت هعمل كده علشان أحط ابوها قدام الامر الواقع ويبطل يقولى طلقها وكل اللى كنت عاوزه انى اجيبها تعيش هنا وابقى مطمن عليها بدل ماهى قاعدة لوحدها مع مرات ابوها الله اعلم بتعاملها ازاى ..
أخرج بلال هاتفه وقال على الفور
طب هات رقم أبوها
لقوهم مقتولين فى شقة باسم ولقوا سيديهات و صور .. أظاهر أن علاقتهم كانت من زمان اوى
حدق فارس وعمرو فى الضابط وهو يتحدث إليهم من خلف مكتبه وهتف فارس على الفور
أمتى حصل الكلام ده
مط الضابط شفتيه وقال
الشغاله معاها مفتاح وكانت بتروح كل يوم الصبح بدرى تنضف الشقة واضح انهم كانوا بيسهروا كل ليلة ..
دخلت النهارده الصبح لقيتهم مرمين على الارض ومقتولين .. صړخت طبعا والعماره كلها اتلمت واتصلوا بالبوليس
نظر عمرو إلى فارس پخوف وقال
يعنى ايه الكلام ده طب مين اللى عمل كده
قال الضابط بتركيز
البحث الجنائى شغال بس لحد دلوقتى ملقيوش حاجه بصماتهم وبصمات الشغاله بس ..
واضح كمان من المعاينه ان الباب متكسرش يعنى القاټل عارفهم وعارف طريقهم ومعاه مفتاح كمان ..
ثم اردف قائلا بإشمئزاز
فى الاول كنت مستغرب ان محدش من الجيران سمع صوت استغاثة ولا اى قلق خالص بالليل ...
لكن لما عاينت جثثهم بنفسى وشفت السيديهات اللى فى كل حته فى الشقه عرفت ليه..
نظر له الاثنان نظرات متسائلة فقال
كان فى بينهم علاقة خاصة وكانوا بيمارسوها وهما سكرانين وشاربين بلاوى وقرف
علشان كده محسوش باللى دخل عليهم وفى احتمال ان يكون القاټل ده شريكهم التالت وكان معاهم فعلا فى الشقه
بس مفيش دليل على اى حاجه خالص وشكلها كده هتتأيد ضد مجهول .
تقطعت انفاس فارس وهو يشعر انه يختنق وهو ينظر إلى عمرو الذى كان ينظر اليه هو الاخر بذهول وهتف
معقول باسم ونادر كان فى بينهم علاقه من النوع ده
شعر الضابط بالغثيان ويومىء برأسه قائلا
مع الاسف ... صحيح من عاش على شىء ماټ عليه
هتف عمرو بلوعة
يعنى القضية كده باظت ولا ايه انا مش فاهم حاجه
شعر فارس بالحنق تجاه دنيا أكثر وهو يتخيلها بين يدى رجل بهذه الدنائة والخسة وشعر بلأسى تجاه الدكتور حمدى وقد اتضحت لديه صورة اخته وابن خالته بهذا الفجور الطاغى
سمع الضابط يقول ل عمرو
أنت كده قضيتك خلصت خلاص التقرير هيتقدم انها مزيفة وانت هتطلع براءة والقضية تتقفل
قضية الرشوة هى اللى باظت بمۏت باسم ونادر ومنعرفش مين اللى وراهم ولا مين اللى كان بيحركهم ..
وده اللى مخالينى متأكد أن اللى قټلهم هو اللى وراهم ومش عاوز يتكشف بس هتجنن وأعرف .. عرف منين انهم هيقعوا خلاص وأننا هنقبض عليهم تانى يوم .. تبادل النظرات مع فارس الذى قال باصرار
انا بقى مش هسكت والموضوع متقفلش على كده المكان اللى الفندق بيتبنى فيه ده مكان أثرى وانا هقدم بلاغ للنائب العام بالكلام ده وهطلب أنهم يكشفوا بأجهزة الدولة اذا كان فيه اثار تحت الحفر ده ولا لاء .. ولازم اجيب اللى ورا نادر وباسم بأى شكل ...
مال عمرو للأمام وهو يقول
متكبرش الموضوع يا فارس الناس دى ايديها طايله
أستدرك الضابط قائلا
بلاش يا دكتور فارس أنا عارف حاجات كتير عن الشغل ده انت متعرفوش وبنصحك بلاش
نهض فارس وهو يقول
متابعة القراءة