رواية رائعة بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
أم يحيى أتفضلى
أفسح لها فارس المجال للدخول ولكنها أكتفت بأن تطل براسها وهى تقول
معلش يا ست أم فارس مش هقدر اصل أختى تعبانه شويه ولازم اروحلها دلوقتى
نهضت أم فارس واقتربت منها وهى تقول مستفهمة
خير مالها
أم يحيى لا ابدا حاجه بسيطه أنا هروح أطل عليها وارجع على طول ..ثم قالت بحرج
بس لو مكنش فيها رزاله مني ممكن بس لو مهرة نزلتلك تخليها عندك لحد ما ارجع
تدخل فارس قائلا
هى لوحدها فوق ولا يحيى معاها
قالت بحرج
لا اصل يحيى عنده درس دلوقتى ومعاه زمايله فوق وأنا سبتها معاهم لحد ما ارجع
بس ممكن تضايق لوحدها ولا حاجه فلو نزلت معلش يعنى استحمليها لحد ما ارجع أنا مش هتأخر ان شاء الله ....
قاطعها فارس مرة اخرى وقال مؤنبا أياها
ضحكت أم يحيى وهى تقول
شباب ايه بس يا استاذ فارس دول شوية عيال فى تانيه ثانوى وهى مقروضه زى ما انت عارف
وبعدين مفيش حد غريب ده يحيى معاه محمود أخو البشمهندس عمرو ومعاهم أتنين من زمايلهم فى المدرسه
رفع فارس حاجبيه وقال متهكما
ده محمود ده بالذات عاكسها قدامى فى خطوبة عمرو وجيت أكلمه مهموش وعاد نفس الكلام قدامى
مابالك بقى بالاتنين التانين ثم اشار إليها بأتجاه السلم وهو يقول
لو سمحتى أطلعى هاتيها دلوقتى ..أهى تقعد معانا لحد ما ترجعى
قالت ام يحيى وهى تهم بالرحيل
مينفعش والله ده انا يدوب ألحق اروح وارجع وبعدين دى مهرة هتشلنى على ما تلم كتابها وكراريسها وهتأخرنى
خلاص روحى أنت وأنا هبقى أطلع أجيبها
أنصرفت أم يحيى سريعا وهبطت الدرج على عجلة منها وهمت أم فارس أن تغلق الباب ولكنه استوقفها قائلا
استنى يا ماما لما أطلع أجيبها الاول
أتغدى طيب وبعدين انا هبقى أطلع أجيبها
قال وهو يخرج من الباب ويتجه الى السلم
معلش يا ماما هجيبها الاول وأهى تتغدى معانا بالمره
صعد فارس للطابق التالى لهم وطرق الباب ففتح له يحيى وابتسم عندما رآه قائلا
أبيه فارس أتفضل
دخل فارس وهو يضع ذراعه على كتفه بود قائلا
ها عامل ايه فى المذاكره
المستر لسه مجاش أتأخر النهارده وانا قاعد أهو بخلص الواجب اللى كان مديهولنا فى المدرسه
نظر فارس حوله وهو يحدثه فوجد الولدان الاخران يقلبان فى قنوات التلفاز ويتضاحان بشكل عشوائى
وهى تلعب بدميتها المفضله باربى هدية فارس لها....أشار له فارس بأتجاه محمود وقال پغضب
أزاى أمك تأمنك على أختك وسايب صاحبك واقف يكلمها كده ويضايقها
سمعت مهرة صوت فارس فأقبلت مسرعة باتجاهه ضاحكه بينما كان يحيى يقول
مانا
مخلى بالى منها يا ابيه هو انا عملت حاجه وبعدين يضايقها ايه دى تضايق بلد بحالها
زفر فارس بضيق وقال ليحيى
طب خلص الدرس بتاعك وبعدين هبقى اقعد أتكلم معاك فى الحكايه دى بعدين وافهمك
ثم ألتفت لمهرة قائلا
يالا روحى هاتى شنطتك والواجب بتاعك علشان تنزلى معايا
أخذها فارس وهبط بها لشقته ووجد والدته تعد لها صحنها التى تحب أن تأكل فيه فأبتسمت عندما رأتها بصحبته وقالت
أزيك يا مهرة تعالى يالا علشان تاكلى معانا
ألتف ثلاثتهم حول المائدة وهو يقول
كويس أنى طلعت على طول
نظرت له والدته متسائله فقال
بعدين هبقى اقولك ..وعايزك تبقى تفهمى مامتها علشان تخلى بالها منها أكتر من كده
بعد أنتهاء الغذاء أعد فارس الشاى ووضعهم امام والدته على الطاوله وأتكأت ومهرة امام كراساتها على الارض
وهى تحل بعض المسائل الحسابيه..فقالت لها أم فارس
يابنتى ما تقعدى على الترابيزة حد يذاكر وهو نايم على بطنه كده ..كده هتتعبى
قالت مهرة دون أن تنظر إليها مبعرفش اذاكر غير كده يا طنط
ألتفت فارس إلى والدته وقال
سيبيها يا ماما ما أنتى عارفاها دماغها ناشفه
نظرت له والدته وقالت
على فكره أنا منستش أنك كنت سرحان وبالك مشغول وأنت خدتنى فى دوكه فى موضوع مهره ده ..ها قولى بقى مالك
تناول فارس كوب الشاى الخاص به وأخذ منه رشفة صغيرة وقال فارس متعجبا
تخيلى يا ماما واحد جالنا المكتب النهارده ..ومش هتصدقى كان عاوز ايه
قالت والدته بفضول وأهتمام وهى تضيق عينيها
كان عاوز ايه يابنى
قص عليها تفاصيل ماحدث بينه وبينه الرجل والحوار الذى دار بينهما
وما سمعه من الدكتور حمدى عقب خروج الرجل من عنده فقالت وهى تهز رأسها بحزن
ومالك يابنى مستغرب كده ليه ده بقى عادى خلاص ..الناس بقت تاكل فى بعضها
عمرى ما قابلت شخصيه زى دى ابدا . دى مراته وأم عياله ازاى يعمل فيها كده
أزاى ضميره يسمحله يجيب عليها شهود زور يقولوا عنها كده..طب بلاش ضمير ..طب معندوش ذرة دين طيب
مطت والدته شفتاها وهى تقول
أومال يابنى لو سمعت اللى أنا بسمعه فى طابور العيش ..
تبقى واحده وبتكلم جارتها على أختها وعماله تقطع فى فروتها ..
أبقى مستعجبه وأقول سبحان الله ازاى تبقى أختها وبتتكلم عليها كده ..
ده حتى المثل زمان كان بيقول انا وأخويا على بن عمى وانا وبن عمى على الغريب..
دلوقتى بقى العكس والله يابنى وسيرة الناس بقت لبانه فى بؤ كل واحده شويه
من غير خشى ولا ضمير بالكدب بقى بالباطل مش هتفرق
هز فارس راسه نفيا وهو يقول
حتى المثل ده كمان غلط يا ماما مفيش حاجه فى الدين اسمها كده ...الرسول عليه الصلاة والسلام بيقول
أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ...فالصحابه سألوه ننصره مظلوما يا رسول الله لكن كيف ننصره ظالما
..فقال الرسول صل الله عليه وسلم ترده عن الظلم ...يعنى نقوله أنت غلطان يا ماما ونبينله أنه غلط
تابعت والدته قائله
عموما يابنى انا مبرضاش أدخل وبحاول على قد ما أقدر مسمعش كلامهم رغم ان بؤهم بيبقى فى ودنى
أنتى يا ماما برضه حاولى تذكريهم ان ده حرام ولو مستجابوش ليكى خلاص ..
اقعدى سبحى واستغفرى بصوت عالى أهو منه متسمعيش كلامهم اللى بيقولوه
ومنه يمكن واحده فيهم تخلى عندها ډم وتفتكر أن ليها رب مطلع عليها وعلى كلامها
قالت والدته مردفة
والله يابنى كنت اجى أتكلم الاقى اللى تطلع فيا وتقولى هو أحنا بنقول حاجه غلط
ما اللى بنقوله ده فيها فعلا يعنى مش بنجيب حاجه من عندنا
تنهد فارس وأخذ نفسا عميقا وهو يقول
ماهو ده من الجهل بالدين يا ماما ..ميعرفوش أن اللى يجيب سيرة واحد بكلام هو فيه فعلا يبقى ده اسمه غيبه
ولو كلام مش فيه يبقى اسمه بهتان ونميمه والاتنين من كبائر الذنوب
والرسول عليه الصلاة والسلام قال لا يدخل الجنة نمام
رفعت مهرة راسها من بين كتبها وقالت
يعنى لو واحده صاحبتى قالت عليا لواحده صاحبتى تانيه ان انا أوزعه يبقى كده حرام صح يا فارس
نظرا إليها كل من فارس ووالدتها متعجبين وقالت أم فارس
ايه ده أنتى واخده بالك من الكلام وانا اللى فاكراكى غلبانه أه منك أنتى
ضحك فارس ووجه كلامه لمهرة قائلا
صح يا مهرة وهحكيلك بقى حكاية علشان تفضلى فاكره الموضوع ده فى دماغك على طول بما أنك بتحبى الحكايات يعنى
جلست مهرة فى أنتباه وهى تستمع إليه
متابعة القراءة