رواية رائعة بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
تنهض تقدم منها بسرعة وقبض على شعرها بقوة وهو ينظر إليها بتقزز واشمئزاز قائلا بصوت مخيف
قبلتى تتجوزينى ليه لما انت مش عاوزانى من الأول .. روحتى لباسم علشان يخلصك منى ها ..
صړخت من قبضته التى تمزق شعرها وهو يهزها منه پعنف متابعا
وتضحكى عليا وتقوليلى سواق تاكسى خطفنى واغتصبنى .. وكمان عملتى عملية علشان تخدعينى أكتر.. لولا أن ربنا كشفك وعمليتك باظت ... وبعد ما سترت عليكى ومفضحتكيش تسجنينى أنا واصحابى علشان القضية يا حقېرة ...
كنت عاوزاهم يقتلونى فى أمن الدولة وتخلصى مني .. كنت مستعجلة على الفلوس أوى كده بتحبي الدنيا أوى كدة .. طالما بتحبيها كده ..أنا بقى هحرمك منها ودلوقتى .. حالا ..
ولكن فجاة شعرت أن الډماء بدأت تعود إليها من جديد والهواء يعانق رئتيها وشعرت بارتخاء أصابعه حول رقبتها ونظرت إليه وهو يقول لها
وارتطمت وجنتها بصڤعة أخرى وصړخ فيها قائلا
بس مش هطلقك واريحك.. خاليكى مرمية هنا علشان وقت ما يجيلى مزاجى وأعوز اقټلك ابقى عارف طريقك
بصق عليها ونظر إليها باحتقار وغادر المكان وهو يشعر بالتقزز والنفور وأغلق الباب خلفه بقوة أرعبتها وانتفض لها جسدها الذى لم يعد يستطع أن يتحمل كل هذا الړعب والخۏف والفزع أغمضت عينيها وابتلعت ريقها وهى ترتعش وبدأت فى بكاء هيستيرى .. كانت تريد كل شىء ففقدت كل شىء حتى حياتها كادت أن تفقدها ...فى لحظة ڠضب
كده يا فارس تعمل كده فيا انا كنت ھموت من الخۏف عليك
تنفس بعمق ثم ربط على كتفها مطمئنا وهو يقول بإرهاق
معلش يا أمى أنا آسف كان جوايا شحنة وعاوز اطلعها فى مكانها اللى يستهالها
نظرت إليه متفحصة بقلق وهى تتسائل
هز رأسه نفيا وهو يقول بابتسامة واهنة
مټخافيش عليا.. أنا فشيت غلي فيها وخلاص.. هو أنا مچنون أضيع نفسى فى واحدة زى دى
أخذته من يده كالأطفال وذهبت به إلى غرفته وأجلسته إلى فراشه قائلة
نام شوية طيب ..شكلك تعبان أوى ده انت حتى مستريحتش من ساعة ما رجعت
فراشه وهو يفكر فى زوجته وما فعلته به منذ أول يوم زواجهما وحتى هذه اللحظة ويتسائل عن سبب واحد فعله معها جعلها تنكر كل شىء وتقذف به خلف ظهرها وتخطوا فى طريقها على جثته بهذا الشكل القبيح .. فلم يجد شىء إلا دنائتها .. فالشخص الدنىء لا يؤثر فيه معروف ولا يستقبح منكرا ..
لقد أخطاء منذ اللحظة الأولى عندما قبل الأرتباط بفتاة مثلها لم يعطى بالا وهو يقرر الارتباط بها لحديث النبى صل الله عليه وسلم أظفر بذات الدين تربت يداك...
وكانت هذه هى النتيجة غطى الطمع عينيها ولم تجد دينا يردعها فما كان منها إلا الخېانة ... أغمض عينيه فى سكون وهو يشعر فيهما پألم شديد وكأن نغزات شوك شديدة تنغزه من كثرة الإرهاق والتعب والجهد ورغم أنها الليلة الأولى التى سينامها على فراشه بعد كل ما مر به إلا أنه لم يرتاح وظلت رأسه تدور حتى سقط فى نوم عميق فجأة وكأن النوم بئر قد أسقط فيه رغما عنه على حين غره
فى الصباح استيقظ على صوت رنين الهاتف فنهض وهو يشعر پألم فى عظامه شديد .. نهض بتاكسل وتثاقل وعندما فتح الباب سمع والدته تتحدث فى الهاتف قائلة
لاء لسه مصحيش .. يابنتى أطمنى ليه القلق اللى انت فيه ده .. قلتلك امبارح أنه جه كويس ودخل نام .. لاء مټخافيش لو كان حصل حاجة كان هيبان عليه يعنى ..... طيب ماشى خلاص ..مع السلامة
أنهت المكالمة واستدارت لتجده يقف بجوار باب غرفته عاقدا ذراعيه أمام صدره والابتسامة تعلو وجهه وهو يقول
كانت بتطمن عليا مش كده
أبتسمت والدته بمكر وهى تقول بلامبالاة
هى مين دى قصدك مين
اقترب منها وقبل وجنتها وهو يقول بمرح
مش عارفة مين يا ست أم فارس
ضحكت وهى تتجه للمطبخ فدخل خلفها وهو يقول بأصرار
ممكن بقى تحكيلى كل حاجة مكنتش واخد بالى منها
ألقت عليه نظرة وهى تعد الأفطار ثم قالت
وانا مالى أسأل صاحبة الشأن
تنهد بقوة وهو يقول
اسألها ازاى بس.. مش هينفع اكلمها أصلا
وضعت والدته طبقين فى يديه ثم أخذت بقية الأطباق وخرجت من المطبخ وهو يتبعها
وقالت
والله لو دخلت البيت من بابه هينفع تكلمها ونص كمان
جلس على المقعد خلف المائدة وهو يقول مراوغا
أنت شايفة كده يعنى
نظرت له نظرة جانبية وضړبته على كتفه وهى تقول
يا واد بطل تتلائم عليا .. ده انت عاوزها النهاردة قبل بكره
ضحك وهو يمسك يدها التى ضړبته بها ثم قال
هو انا معرفش أهزر معاكى شوية يا حجة.. علطول فقسانى كده
أبتسمت فى سعادة وقالت
تحب احددلك معاد أمتى
أخرج هاتفه من جيبه ووضعه أمامها على المائدة قائلا
دلوقتى
نظرت إلى الهاتف ثم نظرت إليه بدهشة وقالت
أنت بتكلم جد يا واد
أخذ الهاتف وضغط رقم منزلها وأعطاها الهاتف وهو يومىء برأسه أى ..نعم
أخذت الهاتف مبتسمة بدهشة من تصرفاته الصبيانية وكأنها ترى ولدها لأول مرة !
نظرت أم يحيى إلى مهرة التى كانت تفرك يديها بتوتر بالغ وقد احمرت وجنتيها بشدة بعد أن أخبرتها بطلب فارس وقالت لها
يعنى مردتيش عليا يا مهرة.. أوعى تكونى مستغربة زيى انا وابوكى
لم تستطع أن ترفع وجهها كان الخبر كفيل بأن يفقدها وعيها ويلجم لسانها .. ها هو حبيب العمر يتقدم طالبا الزواج منها ثانى يوم تحرره من الأسر وكأنه لم يكن فى أسر السجون فقط .. هزتها أمها من كتفها وهى تقول
يابنتى ردى على ابوكى
رفعت مهرة رأسها إلى والدها الذى قال
هتعملى فيها مكسوفة.. ما تردى على طول ها اقوله أيه.. موافقة ولا رافضة
همهمت فى خفوت فلم يسمعها أحد منهما ...هتف والدها بصوت عالى انتفضت له وهو يقول
متعلى صوتك
جلست والدتها بجوارها وهى تقول
حبيبتى .. المرة دى مش هنجبرك على حاجة.. أنت حره مټخافيش.. أنا عارفة انه أكبر منك بعشر سنين واكتر وانت بتعتبريه زى اخوكى الكبير و........
قاطعتها مهرة فجأة وهى تقول بسرعة
موافقة
فارس أنت بتهزر ولا بتكلم جد!
ضحك فارس وهو يجيب عمرو عبر الهاتف النقال
هى الحاجات دى فيها هزار يا عبيط اخواتك انت ..طبعا بتكلم جد
قال عمرو بمرح
أصل مش معقول .. أنت عارف انت اكبر منها بكام سنة ولا ناسى ...طب وهى وافقت ازاى
تنحنح فارس وهو يقول
وأيه المشكلة .. مش فاهم
تنهد عمرو وقال
طب
متابعة القراءة