عشق تحت الوصايه بقلم ايمان حجازي

موقع أيام نيوز


قلبي قد ايه !! .. بجد حاسس اني اعرفه من زمان ومش غريب عني .. حاسس بحاجه غريبه شاداني للولد ده .. حبيته قوي يا مرام 
راقبته وهو يتحدث عن الطفل وبداخلها صراع ما بين اخباره الحقيقه وبين انتظاراها الي ان تعرف لما تركها سبع سنوات ورحل .. ولكنه منذ دقيقه اخبرها بعدم رحيله مره ثانيه وتركه لها .. قالت في تردد وقد حزمت امرها عبده .. في حاجه عايزه اقولك عليها بخصوص ادم 

تذكر عبدالله حديثه مع ادم الليله الماضيه وقال انا كمان عايز اقولك حاجه .. بس قولي انتي الاول
ظلت تنظر اليه في قلق وارتباك وخوف وهي مازالت متردده اتخبره ام لا !! .. لكنها ما ان رأته يتحدث عن الطفل بتلك العاطفه لم تريد اخفاء الحقيقه اكثر من ذلك ..
طب اقفلو الباب عليكم طيب ولا انتو ناسيين ان في ناس تانيه في البيت !
قطع حبل افكارها حديث مسعد وهو يقف علي باب الغرفه فانتبه له عبدالله وقال الناس بتقول صباح الخير علي فكره الاول
مسعد بضحك صباح النور متشكر .. 
ثم وجه حديثه الي مرام قائلا طلبوكي في المستشفي يا مرام عشان تشوفي حاله داليدا .. يلا اجهزي 
مرام وهي تنظر اليه شاكره حاضر .. هقوم اهوه متشكره 
اومأ لها برأسه وتركهم في حين قال عبدالله خلاص نكمل كلامنا في وقت تاني .. المهم دلوقت تجهزي نفسك عشان تروحي المستشفي ..
واعملي حسابك انا هاخدك من هناك علي مكان تاني .. مش هينفع نقعد هنا اكتر من كده 
مرام بايماء حاضر .. اي اوامر تانيه ! 
ابتسم لها بحب قائلا تخصلي بسرعه عشان الفطار الاول 
تركها وغادر وهي لم تجرؤ علي اخباره الحقيقه .. تنهدت بحزن وهي تلوم نفسها علي عدم اخباره بأن ذلك الطفل ابنه من لحمه ودمه ...ليس يتيما ..
وصل عبدالله بصحبه مرام الي المستشفي المحتجزه بها داليدا وما ان صعدت الي غرفتها..
دكتوره مرام ! .. كويس انك جيتي .. مش متخيله سعادتي لما بشوفك والامل اللي بيتكون جوايا
قال ذلك دكتور يوسف حين راها امامه فرددت شاكره متشكره يا دكتور يوسف .. ايه اخبار داليدا دلوقت !
يوسف بحزن حضرتك اكتر واحده عارفه حالتها .. للأسف لسه مفاقتش 
مرام لسه من شويه بتقول ان بيبقي عندك امل لما بتشوفني .. وانا مطمنه وعندي ثقه في ربنا انها هترجع تاني .. عن اذنك اطمن عليها 
بعد ان انتهت مرام من فحص داليدا خرجت لتلتقي بيوسف مره اخري وضع قلبها مستقر تماما .. ليه لسه مفاقتش ! 
يوسف بحزن مش عارف ! 
مرام بتفكير بعد 24 ساعه لو مفاقتش كلمني وبلغني وانا هرجع تاني ..
بس الاول نسيبها تاخد فرصتها علي مهلها.. وياريت رعايه تامه 
يوسف بلهفه انا مسبتهاش من يوم ما جت ولا هسيبها لحد ما تفوق! 
ربتت عليه مرام في ابتسامه حنونه وحزينه بينما عبدالله يشاهد المنظر دون تعليق ..
انهت مرام عملها وودعت يوسف واتجهت مع عبدالله الي السياره قائله دلوقت بقه رايحين فين !
عبدالله بهدوء رايحين علي بيت جديد زي ما قلت لك وفي مكان يليق بمعاليكي عن المنطقه دي ..
مرام ليه حاساك مش مبسوط ! .. في حاجه ضايقتك!
امممم .. مين
دكتور يوسف ده يا مرام ! .. استنيتك تقوليلي لوحدك ومتكلمتيش
لأنه ببساطه انت مسألتنيش .. دا غير انه مش حاجه مهمه عشان اقولها لوحدي...
عبدالله پحده بسيطه يا سلااام !!! .. دا علي اساس ان اي دكتور بتتكلمي معاه بالطريقه دي ويقولك بفرح لما اشوفك وبتديني امل والكلام الكتير اللي سمعته منه المره اللي فاتت والمره دي ! .. تعرفيه منين يا مرام!
مرام وهي تبتسم بداخلها حين شعرت بغيرته وانه مازال يحبها فقالت ممكن تهدي الموضوع مش محتاج العصبيه دي علي فكره !.. اولا عشان تشيل حته الشك دي من دماغك خالص ...
قاطعها عبدالله انا مبشكش فيكي .. لأن انتي عارفاني لو دخل الشك بيننا يبقي مش هعرفك تاني اصلا .. انا بس بسألك ليه الود الكبير ده اللي شايفه بينكم .. او علي الاقل من ناحيته يا ستي !
مرام بضحك طيب انا هقولك علي سر محدش يعرفه غيري .. واللي دايما كنت بدافع بيه عن داليدا واقولك متشكش فيها عشان هي طيبه وجدعه ومش ممكن تأذيني !
عبدالله بتعجب انا فعلا حسيت انها كويسه ومش ممكن تكون خاينه لما حطت نفسها قدامك ودافعت عنك .. مش بسهوله الخاېن تكون حياته رخيصه قدامه .. لكن ده ايه علاقته باللي اسمه يوسف ده ! 
مرام بهدوء اللي اسمه يوسف ده بيحب داليدا جدا وهي كذلك .. الايام اللي كانت بتتأخر فيها بالليل دي كانت بتروح تسهر معاه النبطشيه بتاعته .. كل مقابلاتها ومكالمتها كانت بتبقي معاه .. محدش يعرف الموضوع ده غيري وهي اللي عرفتني عليه لاني في وقت من الاوقات كنت بدرسله في المانيا 
عبدالله بدهشه وذهول انا مش فاهم ! .. وفيها ايه لما تحبه أو لما تقابله ! .. ليه في السر يعني وتحط نفسها في موضع الشك ده ! .. ما كل البنات بتحب !!
مرام بحزن لأن لو حد عرف ان في علاقه بينها وبينه من اهلها مش هيرحموها ومش بعيد ېقتلوه ويقتولها 
عبدالله بأستغراب اهلها ! .. وفين اهلها دول ! .. وبعدين ليه اهلها يرفضوا حاجه زي دي اصلا!
مرام اهلها عايشين في الأردن .. هما سايبينها براحتها عادي تعمل اللي عايزاه وتشوف حياتها لكن الحب والارتباط لازم يكون واحد منهم .. مسيحي زيهم.. والا....
سألها عبدالله ويوسف مسلم ! 
مرام ايوه مسلم وهو كمان مش عارف يعمل ايه ! .. بيحبها ومش بأيده حاجه ! .. عشان كده داليدا كانت دايما حريصه ان علاقتهم تفضل في السر .. وانت عارف الحيطان ليها ودان وخصوصا انها كانت عايشه معايا مع اولفت وناجي في الأردن 
عبدالله الاسلام سمح ان الراجل المسلم يتجوز مسيحيه .. لكن المسلمه متتجوزش مسيحي !
مرام ده عندنا احنا في الاسلام يا عبدالله .. لكن هما مش مسموح عندهم بكده .. لازم يكون نفس المله 
عبدالله يااااه .. دا علي كده الاتنين دول هيعانو قوي 
مرام ايوه .. عايزه اساعدهم ومش عارفه
عبدالله ما تقلقيش .. اخلص بقه المشاكل بتاعتك واوعدك اني افكرلهم في حل وربنا يقدرني واقدر اساعدهم 
مرام وهي تنظر له
بأعجاب انت طيب وجدع قوي يا عبدالله 
عبدالله بأبتسام وانتي اطيب واجدع مېت مره .. ربنا يخليكي ليا 
مرام وهي تتذكر شيئا ما هو انت عملت ايه مع طنط اولفت مقلتليش يعني ! 
عبدالله وهو يتذكر الحديث الذي دار بينهم ومحاولتهم في الڼصب عليها واخذ حقوقها فأرتسمت علي وجهه علامات الڠضب قائلا انا مش عارف اعمل فيكي ايه والله ! .. بقه في
واحده عاقله مش عارفه فلوسها كام ورايحه فين ! .. ازاي ياربي!
مرام بحزن يا عبده انا كده كده مديونه وبفلوس كتير جدا ولو اتنططت مش هعرف اسدها يبقي فرقت بقه الكام مليم اللي هيطلعولي من المجمعات الطبيه بتاعتي !
عبدالله وهو يضغط علي مغير السرعه پغضب قائلا كام مليييم !! .. نعم يا اختي ! .. مش بقولك هبله ! .. اهو الكام مليم دول سدو ديونك كلها اللي عند ناجي وحتي تمن الفيلا .. يعني دلوقت انتي برائه منه واولفت هي اللي اتدبست ! 
مرام پغضب نعم ! انت خليت الديون علي طنط اولفت ! .. 
عبدالله وهو يحاول التحكم بأعصابه افهمي يا مرام واسمعي .. اولا أولفت مش زي ما انتي فاكره .. اولفت وناجي مع بعض يا مرام ضدك ومتقوليش ناجي لوحده .. اولفت مع ناجي .. وقلت لك استني لحد ما انا اثبت لك لكن دلوقت خلي عندك ثقه فيا انا واني مش بكدب عليكي .. ثانيا اه الديون
بقت كلها علي اولفت واوعي تفكري اني ظلمتها أو جيت عليها ولا حاجه .. كل الحكايه اني شفت المبلغ اللي متحول علي حسابها منك واللي المفروض بتاعك انتي ولقيته يكفي الديون اللي عليكي وبكده خلصتك منها 
مرام پصدمه معقوله الديون اللي عليا كلها اتسدت
! .. ومن الشغل بتاعي بس!.. طب ليه طنط اولفت مقالتليش ان في مبالغ كبيره بتدخل حسابها وانها تقدر علي الاقل تفك اي دين منهم عليا ! .. ليه سابتني عايشه في القلق والوهم اني هفضل علي طول مذلوله لناجي وانه في اي لحظه هيدخلني السچن !
عبدالله الحمدلله بدأتي تفهمي اهوه .. اسألي بقه نفسك ليه اولفت تعمل معاكي كده الا لو كانت متفقه مع ناجي انهم ميخلصوكيش من الديون دي ويورطوكي اكتر !
مرام پصدمهانا بجد مصدومه ومش عايزه افكر .. 
عبدالله بهدوء متفكريش يا مرام عشان متتعبيش كل اللي بطلبه منك انك تنفذي اللي هقولهولك وبس .. ومبروك عليكي ملكيه المجمعات الطبيه يا دكتوره رسميا وقانونا 
نظرت له مرام بحب وسعاده عارمه لدرجه انها ارادت خطفه من العالم الي احضانها وتذيقه من الحب ما يشتهي لتعلن للعالم انه حبيبها واغلي ما تملك بالحياه وانه سندها ورفيقها وصديقها الأبدي .. نظر اليها ولم يعلم بما تفكر ولكنه شعر بسعادتها فأمسك بيدها في حب وهو يبتسم لها فبدون اراده منها اطبقت علي يديه وقبلت باطنها وهي تمررها علي وجهها في شوق وسعاده .. حتي وجدته يقف بالسياره فشعرت انها تخطت حدودها معه فقالت بقلق وهي تترك يديه انت وقفت ليه ! 
عبدالله وهو يضحك حين فهم رد فعلها ذلك.. مرر يديه بلطف وحنان أكبر علي خدها لا عادي وقفت عشان وصلنا مش اكتر !
نظرت مرام حولها في دهشه ثم هبطت من السياره لتجد اسوار مرتفعه بشده وطاقم حرس كبير جدا جميعهم يرتدون بدل رسميه يقفون بأحترام امام تلك الاسوار بتلك المنطقه الراقيه فقالت بتعجب اي ده يا عبدالله !
اقترب عبدالله منها قائلا بأبتسام نورتي قصرك يا دكتوره 
نظرت له بتعجب ودهشه قصري ! .. هو ده قصر ! .. انا مش شايفه حاجه ! 
عبدالله بضحك وهتشوفي ازاي وانتي بره ! .. تعالي معايا وانا هفرجك عليه واحده واحده بس خلي نفسك طويل !
مرام بفرح ليه ! هو كبير ! 
هتشوفي بنفسك انا مجهزلك ايه!
زاد الحماس بداخلها كطفله صغيره تجرب شيئا جديدا واخذت تبتسم في سعاده وتشوق .. امر عبدالله الحراس بفتح الابواب له فلبوا امره في طاعه وبينما تفتح الابواب الكترونيا في بطئ حتي اصدع هاتف عبدالله بالرنين .. اخرجه من جيبه وهو ينظر الي ذلك الرقم الغريب الذي لم يظهر علي شاشه هاتفه سوي كلمه .. شعر ببعض القلق فقام بالرد عليه..
الو ! .. مين معايا...!
اتاه صوت انثوي رقيق وهادئ قائلا 
انا اللي عندها اجابه لكل سؤال بيدور في راسك دلوقت .. من ايام الماضي وحتي الحاضر .. قابلني في فيلتك القديمه الساعه 6 المغرب .. دا لو
عايز تعرف الاسرار اللي مخفيه عنك .. مستنياك...
الفصل الثامن عشر
الجزء الثاني
حلقه 18
وبعض الود يصان بالبعد أحيانا.. 
وصل الاطفال بصحبه مسعد وزوجته وايضا ايمان قطب التي اصرت علي الذهاب معهم لرؤيه المفاجأه التي اعدها عبدالله لمرام .. اخذ الجميع يستكشف القصر وينظر بتمعن الي كل ركن به من حيث الشكل الهندسي والمعماري بجانب الحدائق وحمام السباحه الكبير
وايضا التحف والاثاث العالميه ..
واااااو يا مرام .. بجد مكنتش اعرف انك غاليه قوي كده عند عبدالله .. انا في حياتي مشفتش قصر بالجمال ده ! .. دا ولا الف ليله وليله يا بنتي
قالتها زهره بأنبهار بعد ان تفتلت بالقصر باكمله بينما اطرقت مرام رأسها خجلا وهي تنظر الي عبدالله الذي كان شادرا في حين نطق مسعد مازحا دا علي اساس يعني انك شفتي قصر قبل كده اصلا ! .. 
نظرت له زهره بضيق قائله والله ! .. دا بدل ما تحس علي دمك وتجيبلي واحد زيه! .. اه يا حظي القليل ياني .. مع ان عبدالله ده صاحبك بس انتو مفيكوش حاجات مشتركه خالص .. طول عمري حظي قليل انا عارفه 
ضحك الجميع بأستثناء عبدالله فأكمل مسعد مزحه وهو يوجه كلامه لعبدالله شفت يا عم عبدالله عمايلك !! .. وهو يعني عشان تبان جنتل قدام الحته بتاعتك تجيبلي انا التهزيق ! 
رفع عبدالله رأسه إليه بعدما انتبه الي ما أردف به الحته بتاعتي!... بيئه أوي
مسعد بضحك طول عمري الحمدلله 
لم يجيبه عبدالله بينما نظر في ساعته وقال معلش يا جماعه .. عندي مشوار مهم نظر الي مسعد وزوجته مسعد انك واسرتك البيت بيتكم وفيه هنا ييجي 15 اوضه اختار اللي يعجبك .. عن اذنكم 
ثم تركهم وغادر دون انتظار تعليق اي منهم شعرت مرام بالقلق منذ تلك المكالمه التي اتته وبدلت حاله علي هذا النحو ..
هو راح فين ومشوار ايه ده !
وجه ذلك السؤال مسعد الي مرام التي نظرت اثار عبدالله وقالت في خفوت مش عارفه .. 
بعد غروب شمس ذلك اليوم ..امام تلك الاسوار العاليه كانت تجلس امرأه يكسو علي ملابسها السواد وعلي وجهها
الحزن الدفين تفرك يديها في توتر وهي تنتظره .. لا تدري كم من الوقت مر وهي علي هذه الحاله بعد كل هذه السنوات ستراه مره اخري وتملي عينيها منه كانت بين الحين والاخر تنظر الي ساعه يديها في توتر وكأن الوقت لا يمضي .. وعلي ملف الطريق من بعيد لمحت سياره قادمه اليها فشعرت بأنها له وتهللت اساريرها الحزينه حين رأته توقف بسيارته ونزل منها وهو يقف امامها يتفحص ملامحها بدقه معقوله ! .. انتي سمر !!
تراقص قلبها فرحا وهي تمد له يديها مرحبه به قائله في اعجاب ازيك يا عبدالله وحشتني قوي .. احم .. قصدي يعني ليك وحشه والله !.. لسه شكلك زي ما هو متغيرتش
تردد قليلا ولكنه ادرك يدها الممدوده فمد لها يده ايضا متشكر يا سمر .. بس معقوله انتي اللي كلمتيني ! .. واسرار ماضي ايه اللي انتي هتقوليهالي
نكست سمر رأسها لأسفل في الم وحزن وصل الي عبدالله فشعر بها وتعاطف لحالتها التي اصبحت رثه متعجبا
 

تم نسخ الرابط